يُعد البروجسترون أحد أهم هرمونات الخصوبة الأنثوية، حيث يُعتقد أن هذا الهرمون بالاشتراك مع هرمون آخر يُعرف بالإستروجين يتسبب في إحداث العديد من التغييرات على الثدي لدى النساء طوال حياتهن.[١] فما تأثير هرمون البروجسترون على الثدي؟ وما التأثيرات الأخرى المترتبة على هذا الهرمون في الجسم؟ هذا وأكثر سنجيبك عنه من خلال السطور الآتية:

ما تأثير هرمون البروجسترون على الثدي؟

هنالك العديد من التغييرات التي تحدث للثدي لدى النساء نتيجة تأثرها بهرمون البروجسترون، ومن خلال ما يأتي سنوضح بشكل مفصل كيفية تأثير هرمون البروجسترون على الثدي:[٢][١][٣]

1. تطور الثدي في سن البلوغ

يحدث نمو للثدي في مراحل معينة خلال حياة الإناث، وأهمها الوصول إلى سن البلوغ.

حيث يعمل هرمون البروجسترون بشكل تكاملي مع بعض الهرمونات الأخرى مثل الإستروجين من أجل تحفيز نمو وتطور الثدي، ليبدأ عندها تجمع الدهون في النسيج الضام ليتضخم حجم الثدي، إلى جانب تحفيز نمو القنوات الثديية أيضًا.

ومن الجدير بالعلم أن في معظم الحالات تحدث هذه التغيرات على الثدي بالتزامن مع ظهور شعر العانة والإبط لدى الإناث في مرحلة البلوغ.

وبمجرد بدء عملية التبويض والحيض يبدأ نضوج الثديين، وذلك بتكوين غدد إفرازية في نهاية قنوات الحليب، وغالبًا ما يستمر الثدي وقنواته بالنمو والتطور مع تطور العديد من الغدد الحليبية والغدد الأخرى الموجودة في الجسم.

2. تغييرات الثدي أثناء الدورة الشهرية

تمر معظم النساء بمجموعة من التغييرات الهرمونية التي تشكل الدورة الشهرية الطبيعية كل شهر، حيث يتم إنتاج هرمون الإستروجين في النصف الأول من الدورة الشهرية، وفي النصف الثاني يبدأ إنتاج هرمون البروجسترون.

ويكمن تأثير هرمون البروجسترون على الثدي في هذه المرحلة في إحداث بعض التغييرات على الثدي، والتي تتمثل في كل مما يأتي:

  • تورم الثدي.
  • الشعور ببعض الآلام المزعجة والأوجاع.
  • حدوث بعض التغييرات في نسيج الثدي، حيث يشعرنّ النساء عندها بوجود بعض التكتلات الشديدة في الثدي.

3. تحضير الثدي لإدرار الحليب

تُعد التغييرات التي تحدث في الثدي من أولى علامات الحمل، والتي غالبًا ما يكون سببها هو هرمون البروجسترون، ويمكن تلخيص أبرز هذه التغييرات التي تحدث في الثدي خلال فترة الحمل نتيجة بدء نمو نظام قنوات الحليب وتكوين العديد من الغدد الحليبية في كل مما يأتي:

  • انتفاخ المناطق الداكنة من الجلد الموجودة حول الحلمتين.
  • تورم الثدي.
  • الشعور ببعض الآلام أسفل جانبي الثدي.
  • الشعور بالوخز أو الألم في الحلمة.

وبحلول الشهر الخامس أو السادس من الحمل يصبح الثدي قادرًا على إنتاج الحليب، حيث يتحكم هرمون الإستروجين بنمو القنوات، والبروجسترون بنمو البراعم الغدية.

إضافة إلى ذلك هنالك مجموعة من الهرمونات التي لها دور أيضًا في إنتاج الحليب خلال الحمل، من أهمها:

  • الهرمون المنشط للحوصلة (Follicle-Stimulating Hormone-FSH).
  • الهرمون الملوتن (Luteinizing hormone-LH).
  • البرولاكتين.
  • الأوكسيتوسين.

4. البروجسترون وسرطان الثدي

أوضحت بعض البحوث والدراسات العلمية أن من الممكن أن يكون لارتفاع مستويات هرمون البروجسترون والإستروجين معًا في الجسم دور في زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، وذلك نتيجة استخدام أحد وسائل منع الحمل الهرمونية، أو الخضوع للعلاج الهرموني بعد انقطاع الطمث.

لكن لم يتبين حتى الآن أنه من الممكن أن يكون لتأثير هرمون البروجسترون على الثدي وحده دور في الإصابة بسرطان الثدي، أي أن الأمر ما زال بحاجة إلى المزيد من الدراسة والبحث.[٤][٥]

ما التأثيرات الأخرى لهرمون البروجسترون على الجسم؟

تتمثل أبرز التغييرات الأخرى لهرمون البروجسترون على الجسم في كل مما يأتي:[١][٣]

1. الدورة الشهرية

يتم إفراز البروجسترون من الجسم الأصفر، والذي يتشكل بعد الإباضة في النصف الثاني من الدورة الشهرية. حيث يقوم عندها هذا الهرمون بتحضير بطانة الرحم لغرس البويضة المخصبة، إلى جانب تحفيز الجسم على تكوين غدد الحليب في الثدي كما ذكرنا في السابق.

وفي حال عدم حدوث الحمل يتحلل الجسم الأصفر، وتنخفض مستويات هرمون البروجسترون، وبالتالي يحدث نزول أو انسلاخ لبطانة الرحم، مسببةً الدورة الشهرية.

2. الحمل

إذا أصبحت حاملًا سيستمر الجسم الأصفر في إنتاج هرمون البروجسترون خاصة في أول 10 أسابيع من الحمل، وبعد ذلك تتولى المشيمة إنتاج هذا الهرمون طوال فترة الحمل المتبقية.

حيث أشارت بعض الأدلة العلمية إلى أنه يمكن أن يكون لهرمون البروجسترون نشاط مضاد للالتهابات؛ وبالتالي تأثير في الجهاز المناعي؛ مما يساهم ذلك في:

  • حماية الحمل المبكر من الإجهاض.
  • منع فقدان الحمل لاحقًا.
  • التقليل من خطر الإصابة بالولادة المبكرة.

المراجع

  1. ^ أ ب ت "The Effects of Progesterone on the Breasts", healthfully. Edited.
  2. the hormone progesterone takes,swelling, pain, and soreness. "Normal Breast Development and Changes", hopkinsmedicine. Edited.
  3. ^ أ ب "What Is Progesterone?", verywellhealth. Edited.
  4. "Progesterone and Breast Cancer", ncbi.nlm.nih. Edited.
  5. "Progesterone action in breast, uterine, and ovarian cancers", bioscientifica. Edited.