ما هو تضخم الغدة الدرقية؟
يُعرّف تضخم الغدة الدرقية (Goiter) بأنّه تورّم وانتفاخ يُصيب الغدة الدرقية (Thyroid Gland)، فتظهَر كتلة بارِزة في مقدمة العنق، وعادةً ما تتحرك الكتلة لأعلى ولأسفل عند البلع، والغدة الدرقية عبارة عن غدة صغيرة تقع في الرقبة أمام القصبة الهوائية مباشرةً، وتنتج هرمونات الغدة الدرقية التي تساعد على تنظيم عملية التمثيل الغذائي والعمليات الكيميائية التي تحدث في الجسم، وعندما تتضخم الغدة الدرقية فإنها يمكن أن تُصبح نشطة بشكلٍ غير طبيعيّ وتنتج الكثير من هرموناتها، أو خامِلة وتنتج القليل جدًا من الهرمونات، ولا يقتصر تضخم الغدة الدرقية على سببٍ واحدٍ فحسب، بل يمكن أن تساهم عدة عوامل في حدوث ذلك.[١][٢]
أنواع تضخم الغدة الدرقية
هناك أنواع متعددة من تضخم الغدة الدرقية، وفيما يلي بعضها:[٣]
- تضخم الغدة الدرقية البسيط: (Simple Goiters)، يحدث عندما لا تنتج الغدة الدرقية ما يكفي من هرموناتها، مما يتسبب في نمو الغدة الدرقية بشكلٍ أكبر لتعويض ذلك.
- تضخم الغدة الدرقية المتوطن: (Endemic Goiters)، ويُسمى أحيانًا بتضخم الغدة الدرقية الغروانية (Colloid Goiters)، ويحدث نتيجةً لنقص اليود في النظام الغذائي، والذي تحتاجه الغدة الدرقية لتصنيع هرموناتها.
- تضخم الغدة الدرقية المتقطع أو غير السام: (Sporadic or Nontoxic Goiters)، عادةً ما يحدث هذا النوع من تضخم الغدة الدرقية دون سببٍ واضح، ومع ذلك يمكن أن تؤدي بعض الأدوية والحالات الطبية إلى حدوثه.
- تضخم الغدة الدرقية متعدد العقيدات: (Multinodular Goiters)، يحدث عندما تنمو كُتل تُسمى العقيدات في الغدة الدرقية.
يوصف تضخم الغدة الدرقية بأنه "سام" عندما يكون مرتبطًا بفرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism)؛ والذي يعني أن الغدة الدرقية تفرز الكثير من هرموناتها، بينما لا يُسبب تضخم الغدة الدرقية "غير السام" فرط نشاط الغدة الدرقية أو قصور الغدة الدرقية (Hypothyroidism)؛ والذي يعني عدم إنتاج الغدة الدرقية لكميات كافية من هرموناتها.
أعراض وعلامات تضخم الغدة الدرقية
في معظم الحالات يكون العَرَض الوحيد لتضخم الغدة الدرقية هو تورّم وبُروز في الرقبة، وقد يكون التورّم كبيرًا بما يكفي ليشعر به المصاب ويتحسسه بيده، وتعتمد درجة التورّم ومدى شدة الأعراض التي ينتجها تضخم الغدة الدرقية على المصاب نفسه،[٤] وعند ظهور أعراض أخرى فإن ما يلي هو أكثرها شيوعًا:[٥]
- الشعور بضيق في منطقة الحلق.
- بحة في الصوت.
- تورّم في وريد العنق.
- الشّعور بدوار عند رفع الذراعين فوق الرأس.
غالبًا ما يحدث تضخم الغدة الدرقية ببطء شديد على مدى شهور وسنوات قبل أن يتم ملاحظته.
أسباب تضخم الغدة الدرقية
كما أسلفنا الذكر يُعد نقص اليود السبب الأكثر شيوعًا لتضخم الغدة الدرقية، والذي يحتاجه الجسم لإنتاج هرمون الغدة الدرقية، وإذا لم يكن هناك ما يكفي من اليود في النظام الغذائي فإن الغدة الدرقية تصبح أكبر لمحاولة التقاط أكبر قدر ممكن منه، والذي يُمكّنها من إنتاج الكمية المناسبة من هرمون الغدة الدرقية، لذا يمكن أن يكون تضخم الغدة الدرقية علامة على أن الغدة الدرقية غير قادرة على إنتاج ما يكفي من هرمون الغدة الدرقية،[٦] وتشمل الأسباب الشائعة الأخرى لتضخم الغدة الدرقية ما يلي:[٧]
- مرض جريفز: (Graves disease)، في هذه الحالة يهاجم جهاز المناعة عن طريق الخطأ الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى إفرازها الكثير من هرموناتها.
- التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو: (Hashimoto Thyroiditis)، يتسبب مرض المناعة الذاتية هذا في إتلاف الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى إنتاجها كميات قليلة جدًا من هرموناتها.
- سرطان الغدة الدرقية: (Thyroid Cancer)، يمكن أن يؤدي سرطان الغدة الدرقية إلى تضخمها.
- التهاب الغدة الدرقية: (Thyroiditis)، تسبب هذه الحالة التهاب الغدة الدرقية، الأمر الذي قد يؤدي إلى تضخمها.
عوامل خطر الإصابة بتضخم الغدة الدرقية
تشمل عوامل خطر تضخم الغدة الدرقية كلًا مما يلي:
- الحَمل، إذ قد يتسبب إنتاج هُرمون الحمِل (HCG) في تضخم الغدة الدرقية بشكل طفيف.[٨]
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض المناعة الذاتية أو تضخم الغدة الدرقية.[٢]
- التعرض للإشعاع في مرحلة الطفولة، أو تلقي العلاج الإشعاعي للرقبة أو الصدر.[٢]
- اتّباع نظام غذائي منخفض اليود.[٢]
- تناول بعض الأدوية التي تزيد من خطر الإصابة بتضخم الغدة الدرقية، ومن الأمثلة عليها الأميودارون (Amiodarone) وهو دواء القلب، والليثيوم (Lithium) وهو دواء نفسي.[٢]
- تدخين السجائر.[٦]
- تناول كميات كبيرة جدًا من بعض الأطعمة كفول الصويا، أو الفول السوداني، أو الخضروات التي تنتمي لعائلة البروكلي والملفوف.[٦]
- الجنس؛ فالإناث أكثر عرضة لخطر الإصابة بتضخم الغدة الدرقية بمقدار أربع مرات من الذكور.[٢]
- العمر؛ إذ يشيع تضخم الغدة الدرقية لدى الأشخاص الذي قد تجاوزوا سن الأربعين.[٢]
- سن اليأس.[٢]
تشخيص تضخم الغدة الدرقية
يُشخّص الطبيب تضخم الغدة الدرقية عن طريق فحص الرقبة، وقد يُجري بعد ذلك اختبارات تشخيصية أخرى لمعرفة السبب الكامن وراء حدوث التضخم وكيف يؤثر في المصاب،[٣] وتشمل هذه الاختبارات ما يأتي:[٩]
- الفحص بواسطة السونار: يقوم هذا الاختبار على إرسال موجات صوتية إلى الرقبة لإنشاء صور للغدة الدرقية والأنسجة المحيطة بها.
- فحص مُستوى هُرمونات الغدة الدرقيّة بالدم: يُستخدم هذا الاختبار لقياس مستويات هرمون الغدة الدرقية.
- فحص الغدة الدرقية بالنويدات المشعة: (Radionuclide Thyroid Scan)، يستخدم هذا الاختبار متتبعًا إشعاعيًا يُحقن به المصاب أو يبتلعه عن طريق الفم، بالإضافة لكاميرا خاصة تساعد على تقييم أداء الغدة الدرقية.
- الخُزعة: خلال هذا الاختبار يستخدم الطبيب إبرة رفيعة لإزالة كمية صغيرة من العقد الدّرقيّة، ثم إرسالها للمختبر لفحصها مجهريًا والتحقق مما إذا كان كتلة سرطانية.
علاج تضخم الغدة الدرقية
يعتمد علاج تضخم الغدة الدرقية على مجموعة من العوامل منها سبب تضخم الغدة الدرقية، وحجمه، وأعراضه، وإذا كان تضخم الغدة الدرقية صغيرًا وكانت الغدة الدرقية تنتج كميات طبيعية من هرمون الغدة الدرقية، فقد يراقب الطبيب تضخم الغدة الدرقية بمرور الوقت بدلاً من بدء العلاج على الفور، وتشمل العلاجات الممكنة لتضخم الغدة الدرقية ما يأتي:[١٠]
- أدوية الغدة الدرقية.
- اليود المُشع لفرط نشاط الغدة الدرقية، والذي يعمل على تقليص تضخم الغدة الدرقية.
- الجراحة والتي تُعد خيارًا علاجيًا نادرًا وأخيرًا، ومع ذلك قد يوصي الأطباء به في حالة الإصابة بتضخم الغدة الدرقية الكبير، أو الإصابة بمشاكل في التنفس أو البلع، أو لعلاج كلٍ من العقيدات وسرطان الغدة الدرقية.
معلومات غذائية تتعلّق بتضخّم الغُدّة الدرقيّة
إذا كان السبب الكامن وراء حدوث تضخم الغدة الدرقية هو النظام الغذائي، فيمكن أن تساعد هذه الاقتراحات على إدارته:[٨]
- الحصول على كمية كافية من اليود، ولضمان ذلك يوصى باستخدام الملح المعالج باليود، أو تناول المأكولات أو الأعشاب البحرية مرتين في الأسبوع تقريبًا، كما يحتوي الجمبري والمحار على نسبة مرتفعة من اليود بشكلٍ خاص، وإذا كان المصاب يعيش بالقرب من الساحل فمن المحتمل أن تحتوي الفواكه والخضروات المزروعة محليًا على بعض اليود أيضًا.
- يحتاج كل شخص إلى ما يُقارب 150 ميكروغرامًا من اليود يوميًا، والتي تُعادل أقل بقليل من نصف ملعقة صغيرة من الملح المعالج باليود، ولكن الكميات الكافية من اليود مهمة بشكلٍ خاص للنساء الحوامل والمرضعات والرضع والأطفال.
- تجنّب استهلاك اليود الزائد، وعلى الرغم من أنه غير شائع إلا أن تناول الكثير من اليود يؤدي أحيانًا إلى الإصابة بتضخم الغدة الدرقية، وإذا كان اليود الزائد يمثل مشكلة فيوصى بتجنّب الملح المدعم باليود، والمحار، والأعشاب البحرية، ومكملات اليود.
هل تضخم الغدة الدرقية خطير؟
لا يعد تضخم الغدة الدرقية خطيرًا إلا إذا كان السبب الكامن وراء حدوثه هو سرطان الغدة الدرقية، لذا من المهم تحديد سبب تضخم الغدة الدرقية لاستبعاد الإصابة بالسرطان.[١١]
المراجع
- ↑ "Overview -Goitre", nhs, 15/4/2019, Retrieved 29/9/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د Stephanie Fish, Spyridoula Maraka, Hooman Motahari, Naykky Singh Ospina (5/2020), "Goiter", Hormone Health, Retrieved 29/9/2021. Edited.
- ^ أ ب Brunilda Nazario (22/9/2021), "Goiter", webmd, Retrieved 29/9/2021. Edited.
- ↑ Markus MacGill (11/11/2020), "Everything you need to know about a goiter", medicalnewstoday, Retrieved 29/9/2021. Edited.
- ↑ is a condition in,triiodothyronine (also called T3) "Goiter", clevelandclinic, 5/2/2019, Retrieved 29/9/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Simple goiter", medlineplus, 1/9/2021, Retrieved 29/9/2021. Edited.
- ↑ Lynn Marks (25/2/2016), "What Is a Goiter?", everydayhealth, Retrieved 29/9/2021. Edited.
- ^ أ ب "Goiter"، mayoclinic، 27/11/2019، اطّلع عليه بتاريخ 29/9/2021. Edited.
- ↑ "Thyroid Nodules and Goiter Diagnosis", ucsfhealth, Retrieved 29/9/2021. Edited.
- ↑ "Goiter", The Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism, 1/1/2013, Issue 1, Folder 98, Page 27-28. Edited.
- ↑ "Goiter", hopkinsmedicine, Retrieved 29/9/2021. Edited.