أمراض الغدة الدرقية

إنّ حُدوث أي خلل في إفراز هُرمونات الغُدّة الدّرقيّة سواء زيادة أو نقصان، قد يُسبّب أمراضًا ومشاكِلًا تُسمّى بأمراض الغُدّة الدّرقيّة.^[١]

أمراض الغدة الدرقية

تنقسم الأمراض التي تُصيب الغدة الدرقية لنوعين رئيسيين هما فرط نشاط الغدة الدرقية، وقصور الغدة الدرقية، ويحدثان نتيجةً للعديد من الحالات المرضية التي تؤثر في الغدة الدرقية،^[٢] وفيما يأتي توضيحًا لذلك:

أمراض فرط نشاط الغدة الدرقية

يحدث فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism) نتيجة إفراز الغدة الدرقية لهرمونها (الثايروكسين T4) بكمية تزيد عن حاجة الجسم،^[٣] ومن الأمراض والمشاكل التي تُسبب فرط نشاط الغدة الدرقية ما يأتي:^[٤]

• مرض غريفز: (Graves Disease)، هو مرض مناعي ذاتي يحدث نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي للغدة الدرقية عن طريق الخطأ، الأمر الذي يُسبب فرط نشاطها، ولا يزال السبب الكامن وراء حدوث هذه المشكلة غير معروف للآن، إلّا أنه يُعد من الأمراض التي تنتقل وراثيًا، ويُصيب النساء عادةً في منتصف العمر أكثر من الرجال، كما أن التدخين يزيد من خطر الإصابة به.
• عُقيدات الغدة الدرقية: (Thyroid Nodules)، هذه الحالة المرضية أقل شيوعًا من مرض غريفز، وهي عبارة عن كتل حميدة غير سرطانية تظهر على الغدة الدرقية تتسبب في فرط نشاطها؛ وذلك لأنها تحتوي على أنسجة الغدة الدرقية التي تُفرز هرمون الغدة الدرقية، ولا يزال السبب الكامن وراء حدوث هذه الحالة غير معروف للآن، إلّا أنه عادةً ما يُصيب الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا.
• أسباب إضافية: بالإضافة لبعض الأمراض المناعية والالتهابات التي تُصيب الغدة الدرقية، قد يؤدي ما يلي إلى فرط نشاط الغدة الدرقية:^[٥]
• الإفراط في استهلاك اليود.
• الإفراط في تناول أدوية هرمون الغدة الدرقية، والتي يستخدمها الأشخاص المصابين بقصور الغدة الدرقية لعلاجها.

أمراض قصور الغدة الدرقية

يحدث قصور أو خمول الغدة الدرقية (Hypothyroidism) عندما لا تُنتج الغدة الدرقية كميات كافية من هرمونها الذي يُلبي احتياجات الجسم،^[٦] ومن الأمراض والمشاكل التي تُسبب قصور الغدة الدرقية ما يأتي:

• التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو: (Hashimoto’s Thyroiditis)، من أكثر أسباب قصور الغدة الدرقية شيوعًا، كما أنّه من الأمراض التي تنتقل وراثيًا، ويُصيب النساء عادةً في منتصف العمر، إلّا أنه قد يُصيب أيضًا الرجال والأطفال في أي مرحلة عمرية، وتحدث هذه الحالة عندما تضعف قدرة الغدة الدرقية على إنتاج هرمونها مع مرور الوقت، مما يُضعف قدرتها على أداء وظائفها.^[٧]
• الأمراض الخُلقية: يولد بعض الأطفال بدون غدة درقية، أو بعيبٍ خُلقي فيها، أو قد لا تنمو وتتطور الغدة الدرقية طبيعيًا لديهم لأسبابٍ مجهولة.^[٦]
• حالات مرضية أخرى: قد تؤدي بعض الحالات المرضية أيضًا إلى قصور الغدة الدرقية، ويذكر منها ما يأتي:^[٨]
• الاستئصال الجراحي الجزئي أو الكلي للغدة الدرقية.
• العلاج الإشعاعي للغدة الدرقية.
• تناول أدوية معينة.
• أمراض في الغدة النخامية، أو وجود الكثير من اليود أو القليل منه في النظام الغذائي.

أمراض الغدة الدرقية الأخرى

فيما يأتي بيانًا لأمراضٍ أخرى تُصيب الغدة الدرقية، والتي قد تُسبب إما ارتفاعًا أو انخفاضًا في إفراز هرمونات الغدة الدرقية:

• التهاب الغدة الدرقية: (Thyroiditis)، هو تورّم في الغدة الدرقية نتيجة التهابها، ويُسبب إمّا زيادة أو انخفاض في إنتاج هرمون الغدة الدرقية.^[٢]
• تضخم الغدة الدرقية: (Goiter)، وهو انتفاخ وتضخّم غير طبيعي في الغدة الدرقية، وقد يحدث لفترة قصيرة ثم يختفي من تلقاء نفسه دون أي تدخل علاجي، أو قد يكون عَرَضًا جانبيًا لمرضٍ آخر في الغدة الدرقية، مما يحتاج إلى تدخلٍ علاجي، ويُعد تضخّم الغدة الدرقية أكثر شيوعًا عند النساء منه عند الرجال، خاصةً النساء قبل فترة انقطاع الدورة الشهرية، ومن الجدير بالذكر أنّ العَرَض الوحيد لتضخّم الغدة الدرقية هو تورّم الرقبة.^[١]
• سرطان الغدة الدرقية: (Thyroid Cancer)، يحدث ذلك عندما تتحول خلايا الغدة الدرقية إلى خلايا سرطانية، ويُعد هذا المرض أكثر شيوعًا لدى النساء مقارنةً بالرجال، ويُشخّص عادةً في عمر الخمسينات، إلّا أنه عادةً ما يُمكن السيطرة عليه وعلاجه بنجاح.^[٩]

أعراض أمراض الغدة الدرقية

أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية

فيما يأتي توضيحًا لأكثر أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية شيوعًا، والتي تختلف من حالةٍ لأخرى:^[٣]

• تسارع وعدم انتظام ضربات القلب.
• فقدان الوزن.
• التعب العام.
• مشاكل في النوم.
• مشاكل في القدرة على تحمّل الحرارة.
• العصبية أو التهيّج.
• تقلبات المزاج.
• ضعف العضلات.
• الرّعاش، والذي عادةً ما يظهر في اليدين.
• كثرة التبّرز أو الإسهال.
• تضخّم الغدة الدرقية، والذي يُسبب تورّم في الغدة الدرقية، وفي بعض الأحيان قد يُسبب مشاكل في البلع أو التنفس.

أعراض قصور الغدة الدرقية

فيما يأتي توضيحًا لأكثر أعراض قصور الغدة الدرقية شيوعًا:^[٦]

• تباطؤ في معدل ضربات القلب.
• زيادة الوزن.
• زيادة حساسية الجسم للبرد.
• التعب العام.
• ألم في العضلات وتيبسها.
• ضعف العضلات.
• جفاف الجلد.
• انتفاخ الوجه.
• بحة في الصوت.
• ألم، أو تصلّب، أو تورّم المفاصل.
• الشعر الرقيق أو الخفيف.
• الاكتئاب.
• ضعف الذاكرة.
• الإمساك.
• ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
• عدم انتظام الدورة الشهرية، أو غزارتها بشكلٍ أكثر من المعتاد.
• تضخّم الغدة الدرقية.

تشخيص أمراض الغدة الدرقية

يُمكن تشخيص أمراض الغدة الدرقية من خلال إجراء العديد من الفحوصات كالفحص البدني، واختبارات الدّم، والاختبارات التصويرية، والخزعة، ومن أكثر اختبارات الدّم شيوعًا في تشخيص أمراض الغدة الدرقية ما يأتي:^[١٠]

• الهرمون المنبه للغدة الدرقية (TSH).
• الثايروكسين (Free T4 - Thyroxine).
• هرمون ثلاثي يود الثيرونين الكلي (Total T3)، أو هرمون ثلاثي يود الثيرونين الحر (Free T3).

علاج أمراض الغدة الدرقية

يعتمد علاج أمراض الغدة الدرقية على النوع الأساسي للمرض، وفيما يأتي توضيحًا لذلك:

• علاج قصور الغدة الدرقية: يُركّز علاج قصور الغدة الدرقية على تعويض هرمون الغدة الدرقية، ويُستخدم لذلك دواء الليفوثيروكسين (Levothyroxine) الذي يؤخذ عن طريق الفم وبجرعة مناسبة، بالإضافة لذلك فهو من الأدوية غير المُكلّفة والفعّالة في إعادة مستويات هرمون الغدة الدرقية إلى طبيعتها، وتحسين الأعراض الناتجة عن قصور الغدة الدرقية.^[٧]
• علاج فرط نشاط الغدة الدرقية: تتوفر العديد من الخيارات العلاجية البسيطة والفعّالة في علاج جميع أمراض فرط نشاط الغدة الدرقية، كما يُمكن علاج العديد من الأعراض المصاحبة لها كالرّعاش وتسارع ضربات القلب في غضون عدة ساعات من خلال استخدام العديد من الأدوية.^[١١]